تصاعدت مؤخراً حوادث الطلاق والعنف بين اﻷزواج من السوريين اللاجئين في الاتحاد اﻷوروبي، نتيجةً لاختلاف الثقافات، وحالة الانفتاح غير المسبوقة التي يواجهونها في تلك المجتمعات، وفقاً لتقارير متقاطعة من وسائل إعلام محلية. وذكر موقع “المونيتور” في تقرير أن الانتقال إلى “الحياة الجديدة” في ألمانيا، يؤدي بأعداد متزايدة من النساء السوريات إلى إنهاء زواجهن، على الرغم من القصص المؤثرة للعديد ممن لحقن بأزواجهن ضمن عملية “لم الشمل” هرباً من الحرب الدائرة في البلاد. وقالت إحدى النساء السوريات إن الوضع “لم يكن بهذا السوء في سوريا، خضنا معارك كالعادة، ولكن هنا (في ألمانيا) أصبح الأمر سيئاً حقاً”. ولا تتوفّر إحصائية تبين العدد الفعلي لحالات الطلاق، ولكن المحامية “نجاة أبوكال” التي تعمل في برلين، أكدت أنها شهدت زيادة كبيرة في حالات الطلاق في عام 2017 ، بعد عام من فرار اللاجئين السوريين إلى ألمانيا لأول مرة، مضيفةً بالقول: “لم أر قط هذا العدد الكبير من الأشخاص من جنسية واحدة يرغبون في الطلاق”. من جانبها قالت “ياسمين مرعي” وهي مؤسسة Women for Common Spaces، لتمكين النساء الناطقات بالعربية في المنفى، إنها لم تتفاجأ من الارتفاع في نسب الطلاق، وإن “هناك الكثير من التغييرات الاجتماعية التي تحدث لهذه العائلات”. وأضافت: “قد يستغرق الرجل الذي يصل إلى ألمانيا سنوات للحصول على إذن للم الشمل مع العائلة في سوريا، وليس من السهل الابتعاد عن عائلتك لفترة طويلة حيث يتغير الناس”. وبحسب “مرعي” فإنه “حتى عندما تجتمع العائلات أخيراً ، ليس من المتوقع أن تندمج بسرعة في ثقافة يمكن أن تشعر بأنها غريبة في البداية، والأمر مختلف بشكل خاص بالنسبة للنساء”. من جانبها أكدت المحامية “أبوكال” أنه بالنسبة لبعض النساء السوريات، فإن “الحرية التي يتمتعن بها في ألمانيا تسرع تفكك زيجاتهن”، موضحةً أنها “لاحظت هذه الظاهرة في الحالات التي شاهدتها على مدار السنوات الخمس الماضية”، حيث “يعتقد الكثير من الرجال أنه إذا خرجت زوجاتهم، فسوف يتحدثن إلى رجال آخرين”. وفي هولندا كشفت تقارير إعلامية محلية عن تزايد حالات العنف “بداعي الشرف” في صفوف اللاجئين و النساء السوريات، خلال السنوات اﻷخيرة، وذلك بناءً على بيانات الشرطة الرسمية. إقرأ المزيد: تقرير حقوقي يردّ على اتهام نظام اﻷسد لمحتجّي السويداء بـ”التخريب” وأوضحت اﻷرقام تلقي عدد متزايد من البلاغات عن وجود حالات عنف بداعي الشرف وهو ما سجل زيادة كبيرة في السنوات الماضية، اﻷمر الذي وصفته الشرطة الهولندية بالتطور “المثير للقلق”، حيث يتم الحديث عن حالات من المطاردة والاعتداء والتهديد بالعنف والاختطاف والقتل. وأوضحت بيانات رسمية أنه منذ خمس سنوات مضت، كان يتم التبليغ عن نحو 400 حالة سنوياً، لكن السنة الماضية شهدت 682 قضية شرف سجّلتها الشرطة، في ازدياد قدره 50 حالة عن العام 2021، بينما تم تسجيل 529 بلاغاً على سبيل المثال في 2018. وتخصّص الشرطة الهولندية ملاجئ للنساء اللواتي يتعرضن لـ”خطر العنف”، حيث أن قانون البلاد لا يُجرّم اﻷفعال المنافية للشرف، بل يُعاقب على “عنف الشرف”، ويعتبره فعلاً منافياً للطبيعة اﻹنسانية. يُذكر أن قضايا مشابهة بدأت تتحول إلى ظاهرة ملفتة للنظر أيضاً في أوساط اللاجئين القادمين من الصومال و أفغانستان، وهو ما استغلّته بعض اﻷحزاب اليمينية للتحريض ضدّ المسلمين عبر تسميته بـ”العنف الإسلامي”.

Please rate this

By sham

اترك تعليقاً