رصد رسامو الكاريكاتير حالة التخبط والخداع التي تقوم بها دول “أصدقاء سوريا” والاتحاد الأوروبي وأمريكا في مسألة تسليح الجيش الحر.. وعبر بسخرية بالغة عن جدية هذه الأطراف في خطوة التسليح، والتي بدأ الحديث عنها قبل أكثر من عام.

إحدى الرسومات للفنان علي فرزات تظهر حقيقة الوعود بالتسليح، حيث يرسم أحدهم وهو الجهة المانحة للسلاح، على معطف رجل كتب عليه “سوريا” مسدساً لم يكتمل بعد! في إشارة مفرطة المباشرة والوضوح إلى نوعية التسليح الذي يقدمه هؤلاء!.. رسم آخر للفنان عماد حجاج يظهر فيه “العم سام” يمسك قطعة سلاح، وشخص مدمى يرتدي علم الثورة يحاول الوصول إلى السلاح لكن عبثاً، رغم تصريحات الرئيس الأمريكي باراك أوباما برفع الحظر عن السلاح للمعارضة السورية، وهو الرفع الذي عبر عنه حجاج بجعل السلاح أكثر بعداً وارتفاعاً عن أيدي مقاتلي الحر!.

ومع التصريحات الأوروبية حول إمكانية إرسال السلاح للجيش الحر مع مطلع الشهر الثامن “آب” القادم، يتناول أحد رسامي الكاريكاتير هذه الوعود على أنها مهزلة أخرى، ويجسد في لوحته صندوقاً معلقاً يحتوي سلاحاً وتحته أشخاص مشدوهين ينظرون إلى عبارة: “يفتح الصندوق في أوائل شهر آب!”.. مجسداً حالة التناقض بين تصريحات زعماء أوروبيين قبل رفع الحظر، حول ضرورة تسليح المعارضة، وأفعال هؤلاء الزعماء الغربيين عندما رفع الحظر وسعيهم للتهرب من وعودهم السابقة!

لكن أبرز الرسومات التي تناولت تسليح الجيش الحر، لوحة للفنان جهاد عورتاني، تظهر سلاح “لعبة” بيد الجيش الحر كناية عن السماح بأسلحة غير فتاكة للمقاتلين ضد قوات الأسد، في الوقت الذي تحظى هذه الأخيرة بأسلحة متطورة وذخائر وفيرة من داعمي الأسد الروس والصينيون والإيرانيون وميليشيا حزب الله، وكأنه كيل بأربعة مكاييل!.

ورغم الأنباء عن وصول دفعات من السلاح إلى الجيش الحر، إلا أن هذه الكميات من الأسلحة والذخائر لا تكفي لإحداث فرق نوعي وتقدم ملحوظ على أرض الميدان، وهذا ما ذهب إليه كلاً من الفنان عامر الزعبي والفنان خالد جلل، إذا استخدم كلاهما فكرة التنقيط بالقطارة، أي إيصال السلاح بكميات مخجلة لا يمكن الحديث عنها أو تسميتها تسليحاً على الإطلاق.

يحضر تسليح الجيش الحر في رسومات الكاريكاتير بطريقة معبرة وبالغة الوضوح عن حجم المأساة التي يعيشها الثوار على الأرض، فبينما تمنع عنهم الأسلحة والذخائر.. تفتح جسور جوية وبحرية لإمداد الأسد بالسلاح من حلفائه الدوليين والاقليمين، وسط صمت العالم “المتحضر” على الجرائم الغير مسبوقة التي ترتكب في سوريا بحق شعب كل ذنبه أنه طالب بحريته وكرامته!

هذا المشهد المؤلم دفع أحدهم للقول: “أكثر من 120 دولة اجتمعت على أنها أصدقاء الشعب السوري، لم تقدم له شيئاً سوى الوعود.. بينما الأسد يقف إلى جانبه أربع أو خمس دول، تقدم له السلاح والمال والمرتزقة!!.. اللهم إبلي بشار الأسد بأصدقاء كأصدقاء الشعب السوري، واطعمنا حلفاء كحلفاءه!!”.

Please rate this

By sham

اترك تعليقاً