لا يزال عدد من السوريين عالقين في السودان الذي يشهد اشتباكات دائرة ومستمرة بين الجيش السوداني و”قوات الدعم السريع“، في ظل أوضاع إنسانية صعبة، وفيما لا حلول جاهزة حتى الساعة لإجلائهم لا سيما من العاصمة الخرطوم، ومطار الصافات العسكري بمنطقة وادي سيدنا، تبقى الوعود المتواترة القشة التي يتمسّكون بها للخلاص.
وتلقى “العربي الجديد” مناشدة من عدد من السوريين الذين وصلوا إلى القاعدة العسكرية الجوية في وادي سيدنا (تبعد حوالي 22 كيلومتراً عن الخرطوم)، ولم يتم إجلاؤهم تحت ذرائع عدة.
عالقون في المطار
وقال إياد القدور، وهو لاجئ سوري من محافظة حماة، يعيش في الخرطوم منذ ستة أعوام، إنهم لم يجدوا حلاً سوى التوجه إلى المطار على أمل إجلائهم كبقية رعايا الدول.
وعن سبب اختياره المطار، أوضح أنّ الطريق إلى الحدود المصرية يحتاج قطع أكثر من 1200 كيلومتر، فيما يبلغ الطريق إلى ميناء بورتسودان حوالى 820 كيلومتر براً، وهذا بحسب القدور “شاق ومتعب علاوة عن التكلفة المالية الباهظة في ظل الاستغلال”.
وأضاف القدور، في حديث لـ”العربي الجديد”، أنّ تكلفة الطريق إلى الحدود المصرية أو ميناء بورتسودان باتت تصل إلى حوالي 500 دولار على الشخص الواحد، “فيما لم يعد لدينا سيولة في ظل الأزمة وتعاظم النفقات، ولا سبيل إلى المصارف بسبب إغلاقها”.
ويسرد القدور رحلته إلى المطار في محاولة لإجلائه هو وعائلته، قائلاً: “انطلقنا إلى المطار كأقرب نقطة ممكن أن تؤمن الإجلاء، ووصلنا وكنا حوالى 32 سورياً بالإضافة إلى عائلة فلسطينية، منذ الإثنين الماضي”.
وأضاف: “لم يمانع المسؤولون عن المطار في إدخالنا واستقبلونا بحفاوة، لكن عمليات إجلائنا من هنا لا تزال تعترضها الكثير من العوائق”.
يعلل القدور ذلك بالقول إنه في اليوم الأول لوصولهم لم تكن هناك عمليات إجلاء، لكن اليوم الثاني شهد إجلاء حوالي 900 مواطن مصري من قبل سلطات بلادهم، ثم توالت عمليات الإجلاء للمصريين على مدار ثلاثة أيام بمعدل 6 طائرات في اليوم.
وأردف: “في اليوم الثالث للإجلاء وبعد وعود من القنصل المصري في السودان الذي تواصلنا معه عند التوجه إلى المطار للمساعدة في إجلائنا، تم إرجاعنا من باب الطائرة من قبل قائدها لكوننا لا نتمتع بالجنسية المصرية”.
وأضاف: “قائد الطائرة نقل لنا أنّ التعليمات لديهم بأنهم مكلفون بإجلاء المصريين فقط، المصري المتزوج من أجنبية، أو العكس”.
ولم تتوقف محاولات السوريين عند الجانب المصري، إذ يؤكد القدور: “توجهنا إلى الطيران الذي يعود لدول من الاتحاد الأوروبي وكندا، إذ وصلت إلى المطار طائرات إجلاء تتبع لتلك الدول، إلا أنهم اشترطوا امتلاك تأشيرة دخول لأي دولة أوروبية، أو أن يكون الشخص الطالب للإجلاء لديه جنسية أوروبية”.
كذلك تم إبلاغ السوريين، بحسب القدور، بأنّ الطيران الخليجي (من دول مجلس التعاون الخليجي) بالإضافة إلى الطيران الأردني لديهم صلاحيات بإجلاء السوريين من السودان، لكن لم يصل إلى المطار أي طيران خليجي ولا أردني طيلة فترة تواجدهم هناك، وهم بانتظار أي طائرة تتبع لتلك الدول لإجلائهم، كون عددهم ليس بالكثير في المطار.