تواصلت «عيون سورية» مع ضابط منشق برتب عقيد (فضل عدم ذكر اسمه)، بعد أن أبلغنا العقيد أن وسيطًا تواصل معه بالنيابة عن المجلس العسكري الذي يقوده العميد مناف طلاس، سألنا العقيد عن تفاصيل الاتصال ومشروع مناف طلاس ورأيه الشخصي، وكان هذا الحوار.

 

سيادة العقيد كيف حصل التواصل بينكم؟

 

جاءني اتصال هاتفي من ضابط منشق أعرفه سابقًا مقيم في فرنسا، وأبلغني بشكل صريح أنه يتواصل معي بالنيابة عن المجلس العسكري، وأنه مكلف رسميًا من قبل العميد مناف طلاس للتواصل مع الضباط المنشقين من الرتب العليا، بهدف التنسيق معهم للانضمام للمجلس العسكري.

 

ما هي ترتيبات الانضمام وشروط العضوية في المجلس العسكري؟

 

حدثني المتصل أن المجلس أعد قائمة بأسماء كبار الضباط المنشقين، وأنهم يرغبون بأخذ موافقتهم للانضمام للمجلس، ومن ثم شرح مشروع المجلس لهم، لكن قبل أي شيء يريدون أخذ الموافقة للانضمام إليهم، بطبيعة الحال رفضت أن أعطي الموافقة على شيء أجهله، وطلبت قبل كل شيء معرفة تفاصيل المشروع 

 

ما هي تفاصيل المشروع؟ 

 

العقيد: مشروع مناف طلاس يقوم على ثلاث ركائز رئيسية، أولًا: سحب وجمع السلاح في كامل المناطق المحررة. ثانيًا: القضاء على الفصائل الإسلامية وإجبار فصائل الجيش الوطني على الانضمام للمجلس. ثالثًا: التفاوض المباشر مع النظام السوري برعاية روسية\ فرنسية.

ما تقييمكم لهذا المشروع؟

 

أوضحت لكم سابقًا ركائز المشروع التي أخبرني بها مفوض المجلس العسكري، أنا أعتقد أنه ليس هناك مشروع أساسًا، هذه محاولة لجمع قائمة بأسماء الضباط والذهاب إلى دول غربية وربما عربية والتكسب عليهم، في أحسن الأحوال. وأخبرت محدثي بكل صراحة ووضوح أنني لم أجد في مشروع طلاس الذي شرحه لي أي استهداف لنظام الأسد أو أي حديث حقيقي عن العمل على إسقاطه

 

كيف رد على ملاحظاتك؟ 

 

حرف الحديث، وأصبح يسألني عن وضعي المادي ووضع عائلتي، وألمح بشكل مباشر لإمكانية ترتيب أموري. وأصبح يحكي لي أن العميد طلاس لا يعجبه وضع الضباط وأنه يهدف لتحسين أوضاعهم المادية، لكن على الضباط أولًا أن يساعدوا أنفسهم. 

 

ما هي آفاق هذا المشروع ومآلاته؟ 

 

ربما يرغب مناف طلاس بتشكيل جسم سياسي قوامه الضباط، في محاولة لحجز مقعد على طاولات التفاوض الحالية، أو الاندماج في مشاريع تعويم الأسد، تقديري الشخصي أن مناف طلاس ابن بار للنظام، وهو حريص على بقائه أكثر من بشار الأسد. 

 

وكما أوضحت لكم سابقًا، تلاحظ أن المشروع يستهدف المناطق الخارجة عن سيطرة الأسد أساسًا، ولا يستهدف النظام السوري نهائيًا، وتلاحظ أيضًا أن القائمين على المشروع لا يعرفون تفاصيل الوضع الداخلي وتعقيداته، هذه الأطروحات من الأعلى لا تراعي السياقات المحلية والمجتمعية القائمة، وأعتقد أن المشروع ولد ميتًا، ربما ينضم بعض الضباط للمجلس بحثًا عن المال، لكن يستحيل على من خاطر بحياته وانشق عن نظام آل الأسد، أن يصبح مرتزقًا عند آل طلاس.

 

Please rate this

By sham

اترك تعليقاً