قال موقع عبري إن حزب الله اللبناني والنظام السوري برئاسة بشار الأسد، “ينتقمان من الأردن والسعودية وإسرائيل، عبر تسهيلهم تجارة المخدرات”.

وذكر موقع “زمان” أنه “مع تفاقم الأزمة الاقتصادية في لبنان وسوريا، تزدهر تجارة المخدرات أكثر فأكثر”، مضيفا أن “هناك ثلاثة أسباب رئيسة لذلك”.

وأفاد بأن هذه الأسباب تتمثل في تعاون السلطات، والأرباح الضخمة التي تدرها تجارة المخدرات، وكثرة المستهلكين.

وأضاف الموقع أنه “في الأشهر الأخيرة، واجه تجار المخدرات عددا من المشكلات، منها حملة الجيش الأردني، والخلافات بين التجار أنفسهم”.

لكن أكد في الوقت نفسه أن “تجارة المخدرات لا تزال مزدهرة”.

جزء اقتصادي

وأورد موقع “زمان” أن “تجارة المخدرات كانت مصدر دخل لحزب الله اللبناني لعدة عقود. وخلال العقد الماضي، شنت الولايات المتحدة حرب استنزاف ضد تجار المخدرات من أميركا الجنوبية، الذين أداروا شبكات تهريب بالتعاون مع حزب الله”.

وأضاف التقرير أن “تجارة المخدرات انتشرت من لبنان إلى سوريا، ومع نشوب الحرب الأهلية في سوريا تحولت البلاد إلى مكان يضج بالمخدرات”.

واستطرد: “وخلال الحرب، استخدمت جميع التنظيمات من جميع الجهات، المخدرات كمصدر للدخل”.

وأردف التقرير أن “هذه هي الطريقة التي دخل بها مخدر الكبتاغون (كوكايين الفقراء)، الذي كان يستخدم سابقا كدواء لاضطرابات الانتباه والتركيز”.

و”بشكل تدريجي، أصبح الكبتاغون المخدر الأكثر شيوعا في سوريا، ومن يسيطر عليه فإنه يدير جزءا كبيرا من اقتصاد الدولة”، وفق موقع “زمان”.

وتابع: “لذلك، فلا عجب أن أعلى مراتب النظام السوري متورطة في تجارة المخدرات، فبحسب التقديرات، فإن تجارة الكبتاغون في سوريا تدر في المتوسط ​​3.5 مليارات دولار سنويا”.

وأفاد التقرير بأن “طريق تجارة المخدرات يمتد من لبنان وسوريا إلى الأردن، وهي محطة عبور، ومن هناك إلى السعودية ودول الخليج الغنية، وهي دول لديها القدرة الاقتصادية على الشراء بلا حدود”.

وأوضح الموقع العبري أن “منطقة السويداء في جنوب سوريا -حيث يعيش معظم الدروز في البلاد- تعاني من هشاشة أمنية وغياب للقانون”.

وبحسب تحقيق قناة “السويداء 24″، فإن التاجر حسن شمص، المعروف بـ”أبو علي بعلبك”، من مواليد 1986، هو المسؤول عن تصدير المخدرات من مناطق سيطرة حزب الله.

وأوضح الموقع أن “تجار المخدرات يستخدمون الرموز في تواصلهم، فعلى سبيل المثال، “الحطب” يعني الحشيش، و”العدس” هو الكبتاغون، أما “السكّة” فتعني خط التهريب”.

ورأى أن “المرحلة الثانية بعد تصنيع شحنة الكبتاغون في لبنان، هي تهريبها إلى داخل الأراضي السورية، حيث توجد مليشيات لبنانية وجماعات متخصصة في التهريب على الحدود، تتولى عملية نقل المخدرات”.

وكشفت قناة “السويداء 24” أن مليشيا تابعة لتاجر اسمه إياد حبيب جعفر، تتولى تهريب شحنة المخدرات من الأراضي اللبنانية إلى ريف حمص داخل الأراضي السورية.

وحسب موقع “زمان”، فإن “لدى التجار مليشيات خاصة لتهريب المخدرات وتأمين قائدهم، وتتكون المليشيات من عائلات شيعية من بعلبك والهرمل شمال وادي لبنان، وهي مناطق يسيطر عليها حزب الله”.

تورط عائلة الأسد

وعلى الحدود، سمح جنود الفرقة الرابعة في جيش النظام السوري -بقيادة ماهر الأسد، شقيق بشار- للعربات المحملة بشحنات المخدرات بالمرور، في المقابل، فإنهم “يكسبون” نسبا كبيرة من الأرباح تصل لملايين الدولارات.

وبحسب قناة “السويداء 24″، فإن سوريا تمتلك أيضا مصانع لإنتاج الكبتاغون، لكن لا يزال لبنان يتقدم بهامش كبير من حيث النوعية والكمية.

ووفق القناة، فإن جنود الفرقة الرابعة يهربون المخدرات شمالا إلى منطقة اللاذقية، وشرقا إلى دير الزور (وهذه تُهرب إلى العراق)، وجنوبا إلى السويداء ودرعا (وهذه تُهرب إلى الأردن).

وأكدت “السويداء 24″، أن مسؤولية تهريب المخدرات في جنوب سوريا تُسلم إلى المخابرات العسكرية التي تتبع الأسد مباشرة.

وتنتشر في جنوب سوريا عشرات الشبكات لتجارة المخدرات، ومن بين متزعميها ثلاثة أفراد فرض الاتحاد الأوروبي وبريطانيا عقوبات عليهم لتورطهم في تهريب المخدرات، وهم، راجي فلحوط، عماد أبو زريق، ومصطفى المسالمة.

أما الرابع فهو مرعي الرمثان، الملقب بـ”إسكوبار السوري”، الذي قُتل بغارة جوية على منزله مطلع مايو/ أيار 2023.

وأفاد موقع “زمان” أن “الفقر المدقع يجعل التهريب سهلا جدا، فمعظم المشاركين تتراوح أعمارهم بين 18 و 30 عاما، ولكن هناك أيضا عدد غير قليل من الأطفال، الذين يدعمون أسرهم بهذه الطريقة”.

وأورد أن الأردن أعلن، خلال عام 2022، ضبط أكثر من 16 مليون حبة كبتاغون، ويقدر أن 75 بالمئة من المخدرات المهربة إلى الأردن لم يتم ضبطها.

ونوه التقرير إلى أن “راتب مصنعي الكبتاغون ضخم جدا حتى بمعايير الدول الغربية، حيث يبلغ راتب أحدهم 75 ألف دولار في الشهر الواحد”.

وسيلة للانتقام

وقال الموقع إن “نظرة على الخريطة تكشف أن هناك تسلسلا إقليميا يسهل مرور المهربين برا على طريق لبنان، سوريا، الأردن، السعودية، وبسبب طول الحدود، فإن توقيف الشاحنات ليس بالأمر السهل”.

فعلى سبيل المثال، تبلغ الحدود بين سوريا والأردن 370 كم، مقارنة مع 92 كم بين الكيان الإسرائيلي وسوريا، أما حدود الأردن مع السعودية فهي أطول.

كذلك، فإن العديد من تجار المخدرات لديهم خبرة مسبقة بالمنطقة ويعرفونها جيدا، ويمكنهم العثور على طرق تهريب غير معروفة، حسب التقرير.

وأفاد موقع “زمان” أن “التعليمات الموجهة للجيش الأردني هي إطلاق النار مباشرة على المهربين، بهدف قتلهم، فخلال عام 2022، قضى الجيش على 32 مهربا للمخدرات”.

وأوضح أن “تجار المخدرات يبتكرون أساليب جديدة للتهريب، حيث أُسقطت طائرة مسيرة تحمل 500 غرام من المخدرات من سوريا إلى الأردن”.

ويعتقد الموقع العبري أن تهريب المخدرات لا يهدف فقط إلى تمويل “محور المقاومة” أي حزب الله والنظام السوري، “لكنه بمثابة وسيلة قاتلة للانتقام من أعدائهم، حيث إن تهريب المخدرات يؤثر بشدة على الشباب في الأردن والسعودية”.

وتابع: “يمكن القول إن موضوع مكافحة توزيع المخدرات سيكون أحد شروط تحسين العلاقات بين الجامعة العربية والنظام السوري”.

ومع ذلك، فإن “هناك شكوكا كبيرة للغاية حول إذا ما كان نظام الأسد -المتورط في تجارة المخدرات حتى عنقه- سيتصرف بشكل فعال بشأن هذه القضية”، حسب الموقع العبري.

وأردف أن “الشرطة والجيش الإسرائيلي يعلنان كل بضعة أشهر عن اعتقال مهربين للمخدرات، خاصة على الحدود اللبنانية وأخيرا أيضا من سيناء”.

وشدد الموقع على أنه “لا شك في أن توسيع شبكة المخدرات في جميع أنحاء المنطقة، سيشكل تحديا لقوات الأمن الإسرائيلية على جميع الحدود”.

Please rate this

By sham

اترك تعليقاً