يبدو ملاحظاً أن الزحم العربي بقيادة الرياض عقب قمة جدة في 19 مايو الماضي يشهد فتوراً ملحوظاً لإعادة التطبيع مع الأسد، إذ لم تفتتح السعودية سفارة أو قنصلية في دمشق كما كان مقرراً، ولم تستأنف الرحلات الجوية بين البلدين.
3 أشهر مرت منذ حضور رئيس النظام السوري بشار الأسد للقمة العربية من بوابة المملكة العربية السعودية، التي قدمت حضوره بوصفه بداية الطريق لحل شامل للأزمة في سوريا، المستمرة منذ العام 2011.
لكن يبدو ملاحظاً أن الزخم العربي لإعادة التطبيع مع الأسد بقيادة الرياض عقب قمة جدة في 19 مايو الماضي يشهد فتوراً ملحوظاً، إذ لم تفتتح السعودية سفارة أو قنصلية في دمشق كما كان مقرراً، ولم تستأنف الرحلات الجوية بين البلدين.
وعقب أيام من القمة، وتحديداً في 26 مايو، خرج وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، وهو “رسول مقاربة خطوة مقابل خطوة” ليقول إن مقاربته ستكون عملية “مضنية ومعقدة”، لكنها في المقياس الدبلوماسي الأردني تبدو “العملية الوحيدة المتاحة”.
وأشار الصفدي إلى وجود قضايا “إشكالية جداً”؛ مثل فتح الحدود والمعابر المغلقة بين سوريا والأردن وتركيا ولبنان، والأهم ملف اللاجئين وعودتهم إلى وطنهم بالتدريج، ولو “ببطء زاحف”.
علاقات إشكالية
وتشير التقارير الصحفية، لا سيما السعودية، إلى أن العرب يريدون من الأسد إجراء عملية تسوية سياسية للأزمة تشمل تأمين عودة اللاجئين السوريين، خاصة من دول الجوار، إلى بلادهم، ومحاربة تجارة المخدرات وتهريبها إلى دول الجوار، إلا أن النظام لم يستجب حتى اللحظة للمطالب العربية.
كما سبق أن أشار المحللون والصحفيون السعوديون إلى أن العرب يريدون من خلال مصالحتهم مع الأسد إبعاده عن إيران، لكنه (أي الأسد) رد، في 29 مايو الماضي، بإبرام اتفاقية شراكة اقتصادية شاملة مع نظيره الإيراني إبراهيم رئيسي في دمشق.
وبحسب وزير الاقتصاد والتجارة الخارجية في حكومة النظام، محمد سامر الخليل، فإن الاتفاقية تشمل “مجال التعاون المصرفي والسياحة والنقل والتجارة الحرة، ونأمل في تنمية قوية للعلاقات الثنائية، وتم إنشاء خطوط ترانزيت برية وبحرية”، أي إن الاقتصاد السوري، المتهالك أصلاً، أصبح بيد طهران.
لكن الأسد نفسه وفي مقابلة مع قناة “سكاي نيوز” الإماراتية، يوم 9 أغسطس 2023، وصف العلاقات العربية بـ”الشكلية”، متهماً طريقة التفكير العربية بأنها “لا تطرح حلولاً عملية، ولا تطرح أفكاراً عملية لأي شكل”.
كما وصف طبيعة العرب بأنهم “يحبون الخطابات والبيانات واللقاءات الشكلية”، معتبراً أن العودة إلى الجامعة العربية “ستكون شكلية أو لا اعتماداً على طبيعة العلاقات العربية”، التي يرى أنها “لم تتغير”.
أما عن مكافحة تجارة المخدرات القادمة من سوريا التي أغرقت ولا تزال تغرق دول المنطقة، فقد حمّل الأسد من أسماهم “الدول التي ساهمت في خلق الفوضى في سوريا”، في إشارة إلى الدول العربية التي دعمت الثورة السورية خلال السنوات الماضية، مطالباً “الدول المتضررة بالتعاون معه للقضاء عليها”.
وعن عودة اللاجئين قال إنه “لا يمكن أن يعودوا في ظل عدم وجود بنى تحتية، والأحوال المعيشية”، في إشارة إلى أنه يريد مساعدة من الدول العربية لدعمه على إعادة الإعمار في أمر مشروط بقبوله بالانتقال السياسي ضمن القرار الأممي 2254.
الخليج اونلاين